طهران - متابعة قدس: في تطور دراماتيكي ينذر بانفجار أوسع في الشرق الأوسط، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تنفيذ هجوم واسع على ثلاثة مواقع نووية داخل إيران، مؤكدًا أن العملية استهدفت تدمير قدرات الجمهورية الإسلامية على تخصيب اليورانيوم، وعلى رأسها المنشأة المحصنة في “فوردو”.
وقال ترامب في سلسلة تصريحات عبر منصته الإلكترونية: “نفذنا هجومًا ناجحًا للغاية، أسقطنا حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو، وقد انتهى”، مشددًا على أن “لا يوجد جيش في العالم قادر على فعل ما فعلته القوات الأميركية”. وأضاف: “أي رد انتقامي من إيران سيقابل بقوة أكبر مما شهده العالم الليلة”.
وأكد ترمب أن الهجوم جاء “لحظة تاريخية للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم”، مطالبًا طهران بـ”الموافقة فورًا على إنهاء هذه الحرب”، ومحذرًا من أن “الهجمات المستقبلية ستكون أكبر إذا لم تصنع إيران السلام”.
وفي أول تعليق رسمي من الاحتلال الإسرائيلي، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: “أشكر الرئيس ترمب على قراره الجريء… القوة تأتي بالسلام، وما فعله سيغير التاريخ”، كاشفًا أن العملية نُفذت بالتنسيق الكامل مع إسرائيل، التي تعتبر البرنامج النووي الإيراني “تهديدًا وجوديًا وخطرًا على السلام العالمي”. وأضاف: “اتصل بي ترمب فور انتهاء العملية وأكد على التزامه بأمننا المشترك”.
لكن على الجانب الآخر، قوبل الهجوم بانتقادات دولية وداخلية حادة.
فقد اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن ما جرى “تصعيد خطير يهدد السلم والأمن الدوليين”، محذرًا من أن “الصراع قد يخرج عن السيطرة بسرعة”. ودعا إلى “وقف فوري للعمليات العسكرية”، مشددًا على أنه “لا يوجد حل عسكري، والطريق الوحيد هو الدبلوماسية”.
في الولايات المتحدة، فجّرت العملية انقسامًا حادًا. وقال زعيم الأقلية في مجلس النواب الأميركي إن “خطر الحرب ارتفع بشكل كبير”، متهمًا ترمب بأنه “ضلّل البلاد بشأن نواياه ولم يسعَ للحصول على تفويض من الكونغرس”. وأضاف: “ما فعله يعرض واشنطن لخطر التورط في حرب كارثية”.
وانضمت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي إلى منتقدي العملية، معتبرة أن “ترمب تجاهل الدستور الأميركي بإشراك الجيش من جانب واحد دون إذن تشريعي”. أما السيناتورة الديمقراطية جين شاهين، فقالت: “ترمب وعد بجلب السلام وفشل، وقد صعّد من خطر الحرب”، في حين أكد السيناتور كريس كونز أن “سلطة إعلان الحرب من اختصاص الكونغرس فقط”.
من جهتها، نددت طهران بالضربات، وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن “الهجوم انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”، مؤكدًا أن بلاده “تحتفظ بكل الخيارات للدفاع عن سيادتها”. وأضاف: “على المجتمع الدولي أن يشعر بالقلق إزاء هذا السلوك الإجرامي”.
وأصدرت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بيانًا شديد اللهجة أكدت فيه أن الهجوم الأميركي “استهدف منشآت خاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويمثل عملًا وحشيًا يخالف معاهدة حظر الانتشار النووي”. وأشارت إلى أن العملية “نُفذت بتواطؤ من بعض مؤسسات الرقابة الدولية”، مشددة على أن “إيران لن توقف تطوير صناعتها النووية، وستتخذ الإجراءات القانونية للدفاع عن حقوقها المشروعة”.
ووفقًا للبيان، فإن المواقع المستهدفة تشمل “فوردو”، و”نطنز”، و”أصفهان”، وأن الضربات “لن تُثني الأمة الإيرانية عن التقدم العلمي”، داعية المجتمع الدولي إلى “إدانة فوضى القوة” ودعم إيران في “حماية سيادتها”.
يأتي هذا الهجوم في لحظة شديدة التوتر، وسط ترقّب لمواقف دول الخليج والاتحاد الأوروبي، وخشية من أن ترد طهران عسكريًا، ما قد يشعل حربًا إقليمية واسعة. وتواصلت التحذيرات من عواصم غربية وإقليمية من “تحول الشرق الأوسط إلى ساحة مواجهة كبرى لا يمكن التنبؤ بعواقبها”.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن استهداف منشأة فوردو – التي تقع في عمق جبل وتعد من أكثر المنشآت تحصينًا في العالم – يمثل تصعيدًا غير مسبوق في النزاع النووي بين واشنطن وطهران، ويطرح علامات استفهام حول مستقبل الاتفاق النووي وجهود الوساطة الدولية.